مصر الخير والخيرات - WE HKE

إعلان اعلى المقالة





الأربعاء، 15 أبريل 2020

مصر الخير والخيرات

مصر الخير والخيرات

 مصر الخير والخيرات


في عام 18 للهجرة حصل قحط كبير دام تسعة أشهر وهو أمر جلل داهم الجزيرة العربية وسمي بعام الرمادة لأن الريح تسفي تراباً كالرماد ، واشتد جوع أهل دار الخلافة في المدينة المنورة وما حولها حتى جعلت الوحوش تأوي إلى البشر ، وحتى جعل الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها .

سيدنا عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص رضي الله عنهما عام الرمادة :


" بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاصي ، سلام عليك ، أما بعد أفتراني هالكاً ومن قِبَلي وتعيش أنت ومن قِبَلَك ؟
فيا غوثاه ، يا غوثاه ، يا غوثاه".

ورد سيدنا عمرو بن العاص الرسالة بقوله :

" بسم الله الرحمن الرحيم
إلى عبدالله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من عمرو بن العاص ، سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله ، الذي لا إله إلا هو .
أما بعد  أتاك الغوث فلبيك لبيك ، لقد بعثت إليك بعيرٍ أولها عندك وآخرها عندي ، مع اني أرجو أن أجد سبيلا أن أحمل في البحر".
فبعث في البر بألف بعير تحمل الدقيق ، وبعث في البحر بعشرين سفينة تحمل الدقيق والدهن ، وبعث إليه بخمسة آلاف كساء .
وكتب إلى سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما والي الشام يقول :

" إذا جاءك كتابي هذا فابعث إلينا من الطعام بما يصلح قِبَلَنا ؛ فإنهم قد هلكو إلا أن يرحمهم الله .

فأرسل معاوية ثلاثة آلاف بعير من دمشق ، وقدم أبو عبيدة بن الجراح من حمص بأربعة آلاف راحلة محملة بالطعام .

ثم كتب سيدنا عمر إلى عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن يقدم عليه هو وجماعة من أهل مصر ، فقدموا عليه ، فقال عمر :" يا عمرو ، إن الله قد فتح على المسلمين مصر ، وهي كثيرة الخير والطعام ، وقد ألقى في رُوعي ؛ لما أحببت من الرفق بأهل الحرمين ، والتوسعة عليهم حين فتح الله عليهم مصر وجعلها قوة لهم ولجميع المسلمين ، أن أحفر خليجًا من نيلها حتى يسيل في البحر ، فهو أسهل لما نريد من حمل الطعام إلى المدينة ومكة ، فإن حمله على الظهر يبعد ، ولا نبلغ منه ما نريد ، فانطلق أنت وأصحابك فتشاوروا في ذلك حتى يعتدل فيه رأيكم."

فانطلق عمرو فأخبر بذلك من كان معه من أهل مصر ، فثَقُلَ ذلك عليهم وقالوا: نتخوف أن يدخل في هذا ضرر على مصر ، فنرى أن تعظم ذلك على أمير المؤمنين ، وتقول له : إن هذا أمر لا يعتدل ولا يكون ، ولا نجد إليه سبيلاً .
فرجع عمرو بذلك إلى عمر ، فضحك عمر حين رآه ، وقال: " والذي نفسي بيده ، لكأني أنظر إليك يا عمرو وإلى أصحابك حين أخبرتهم بما أمرنا به من حفر الخليج فثقل ذلك عليهم ، وقالوا : يدخل في هذا ضرر على أهل مصر فنرى أن تعظم ذلك على أمير المؤمنين ، وتقول له : إن هذا الأمر لا يعتدل ولا يكون ولا نجد إليه سبيلاً".

فعجب عمرو من قول عمر، وقال : صدقت والله يا أمير المؤمنين لقد كان الأمر على ما ذكرت .
فقال له سيدنا عُمر : انطلق يا عمرو بعزيمة مني حتى تجِدَّ في ذلك ، ولا يأتي عليك الحول حتى تفرغ منه إن شاء الله .
فانصرف عمرو ، وجمع لذلك من الفَعَلَةِ ما بلغ منه ما أراد ، ثم احتفر الخليج الذي في حاشية الفسطاط الذي يقال له : خليج أمير المؤمنين ، فساقه من النيل إلى القلزم ( البحر الأحمر ) فلم يأتِ الحول حتى جرت فيه السفن ، فحمل فيه ما أراد من الطعام إلى المدينة ومكة فنفع الله بذلك أهل الحرمين ، وسمي خليج أمير المؤمنين .
ثم لم يزل يحمل فيه الطعام حتى حُمل فيه بعد عمر بن عبد العزيز ثم ضيعته الولاة بعد ذلك فترك وغلب عليه الرمل فانقطع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقالة





تسميات

تواصل معنا

أخر الافكار

من أنا

نسعي دائماً لتقديم محتوي راقي يهتم بذوق القارئ الرسالة نيوز هى مدونة إخبارية متنوعة الموضوعات ، تطرح الكثير من المقالات في مجالات مختلفة ، الأدب واللغة والبلاغة ، المجتمع وتحديات العصر ، الموضوعات إسلامية من فتاوى وحديث حول السيرة النبوية ، تاريخ العرب ونشأتهم ، الكثير والكثير من المعلومات القيمة التي تنمي بها وعيك الثقافي والذوقي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

اقسام